Titre :
|
الإيــديــولــوجـيـا والــبنــى الـفــنية فــي أعمــال حبيب مونسي
|
Auteurs :
|
فوزية تقار, Auteur ;
عبد الرحمان تبرماسين, Directeur de thèse
|
Support:
|
Thése doctorat
|
Editeur :
|
Biskra [Algerie] : Université Mohamed Khider, 2018
|
Note générale :
|
، الفكرة ، الايديولوجيا ، السرد المكان، الزمن، الشخصية ، ،الخيال العلمي الواقع و الخيال، ،الرواية جديدة
|
Langues:
|
Arabe
|
Résumé :
|
تبحث هذه الدراسة الموسوم بـ" الإيديولوجية و البُنى الفنية في أعمال حبيب مونسي" في تجليات الإيديولوجية في النصوص السردية العربية المعاصرة ووضعيات اشتغالها، و بمدى استجابة العمل الروائي للمنهج المتبع " السوسيوبنائي" في التأويل المتزامن بين البُنى الداخلية والسياقات الخارجية للنصوص الروائية، لنصل في الاخير إلى جملة من الاستنتاجات و الملاحظات في ضوء الاشكالية المطروحة. إن المبدع كان يسعى إلى تكثيف الخطاب الإيديولوجي مسخرا كل المكونات الروائية في تفاعل بعضها مع بعض الآخر لخدمة أهدافه المحددة سلفا، حيث حمل "حبيب مونسي" على عاتقه همّ البشرية جمعاء فقدم وجهة نظر حول المجتمع العربي وما يعتريه من فساد بكل أنواعه وحول الفرد المشبع بالقيم الإنسانية والأخلاقية والذي أصبح ضائعا في واقعه. تشكلت الأيديولوجية في النصوص المونسيوية بمظهرين، الأولى مباشرة ، حيث صرّح بها الكاتب من خلال بنية الفكرة والمضامين الروائية، فالفكرة عند "حبيب مونسي" بوصفها قيمة فنية إيديولوجية توزعت بين الشخصيات في شكل ثنائيات متقابلة:" الواقع /المتخيل"، "الواقع/الحلم" و"العالم الواقعي /العالم الافتراضي" والتي تمركزت حول البطل، ومن ثمّ هيمنة الرؤية الأحادية على كل رواية، كما يمكن تحديد بعض التوجهات الإيديولوجية اعتمادا على أهم المضامين التي تناولتها الروايات بفك بعض الشفرات المضمرة في النص المونسيوي وخاصة الدالة على الفساد الاجتماعي والسياسي للواقع السائد في روايتي: "مقامات الذاكرة المنسية " – "العين الثالثة"، أو الدالة على خطر الماسونية الذي يهدد العالم مستقبلا، باعتماده على مرجعية صحيحة (القران والسنة)؛ فروايات الخيال العلمي تعمل على تحفيز خلفية القارئ الثقافية والأيديولوجية. ويمكن أن تتجلى الإيديولوجية مباشرة في خطاب الشخصيات، إذ نتحسس حضور الأفكار والتوجهات الإيديولوجية بالاعتماد على متلفظ الكلام "الحوار"، فالمبدع اعتنى برسم شخصياته؛ لأنها الحامل الإيديولوجي الأول لأفكاره، فلقد نجحت هذه النماذج التي اختارها والتي اختلفت مرجعياتها بين: الأسطورية، التاريخية، الواقعية، العجائبية، في تأدية وظيفتها التي أسندت إليها، هذا ما فتح لنا المجال أكثر لرصد بؤرة الصراع بين مختلف الأصوات في النص. اما تمظهرها الثاني بأسلوب غير مباشر في النص، بتفاعلها مع المكونات السردية الأخرى: "الزمان، المكان"، فلقد وظف الروائي عنصر الزمن كوسيلة لتوصيل خطابه الإيديولوجي؛ حيث حوّله إلى مادة طيّعة نقلت مزيجا من الأحداث الواقعية والخيالية. لقد استعملت المفارقتان في النصوص الروائية بشكل متداخل يصل في بعض الأحيان إلى درجة التعقيد، فأخذ "الاسترجاع" نصيب الأسد، بإثارة الماضي ومنحه استمرارية الحضور. أما "الاستباق" فقد جاء كسند للاسترجاع، حيث ساهم في فضح الواقع بكل مفارقاته من جهة، وقدم البدائل والطموحات المستقبلية من جهة أخرى، لتتمظهر إيديولوجية الرفض والتغيير عبر هاتين المفارقتين. أما تقنيات زمن السرد منحت الزمن الروائي بعدًا فنيًا جماليًا متجاوزًا الزمن الحقيقي، بلغة شاعرية جميلة ساهمت في تحريك إيقاع الرواية بين البطء والسرعة. أما بناء الزمن في رواية الخيال العلمي "جلالته الأب الأعظم " يختلف عن البناء العادي، حيث اتسم بالعلمية والتقنية والتحكم في الزمن كشيء مادي ملموس من خلال اختصاره وتمديده وتحويله عبر آلات الزمن العجيبة مثّـــــل الفضاء المكاني في روايات "حبيب مونسي" العنصر البنائي الأساس في بناء الدلالة، حيث شكّـــل الفضاء المغلق "المستشفى/السجن" محل تبئير لمجمل الوقائع والأحداث وهو الحافز لحركة الشخصيات وأفكارها؛ لأنه مثّـل نقطة انطلاق الأبطال إلى رحلاتهم الذهنية والعجائبية حيث الأفضية المفتوحة. إن هذه التولدات في البنية الفضائية وظفت لخدمة إيديولوجية معينة، فهي عبارة عن إيقاع يرصد الحالة النفسية للأبطال الذين يبحثون عن قيم مطلقة هروبا من قيم المجتمع السائد وصولا إلى مدن علمية نموذجية (مثالية) وأخرى صادمة يسكنها شبح الخيال العلمي التكنولوجي (ضد مثالية)، فهو فضاء استشرافي يتوقع ما سيكون عليه المستقبل انطلاقا من معطيات الظروف الراهنة. فالروايات على العموم، حملت على كاهلها مصير البشرية وهذا يشف على إيمان مبدعها برسالة الأدب والتزامه بالقضية الإنسانية، مشكلا في ذلك موقفا شموليا من العالم، فهو يطمح إلى تأسيس خطاب تجريبي جديد في تناول القضايا الآنية والراهنة ليخرج عن نمطية الساكن وينشر الكتابة الرحبة خاصة في مجال الخيال العلمي الذي مزجه بلمسة إسلامية، في سبيل فتح أفق جديدة للخطاب السردي، أفق ذي معايير مخالفة للسائد
|