تناولت هذه الدراسة موضوع: "بيئة العمل الداخلية وأثرها على الأداء الوظيفي- دراسة على عينة من الإداريين ببعض كليات ومعاهد جامعة باتنة " وهدفت إلى معرفة مدى التأثير الحاصل بين بيئة العمل الداخلية والأداء الوظيفي للإداريين ومعرفة الإيجابيات والسلبيات التي تنعكس على أدائهم الوظيفي في ظل تلك البيئة، وذلك بالتعرف على مدى استيفاء بيئة العمل الداخلية لعناصرها الإدارية والمادية المكونة لها، ومدى رضا الإداريين عن بيئة عملهم الداخلية ورضاهم عن عناصرها، إضافة إلى التعرف على مستوى الأداء الوظيفي للإداريين من خلال تقييمهم لأدائهم في ظل عناصر بيئة عملهم الداخلية وفي ظل رضاهم أو عدم رضاهم عنها. الإدارة الجامعية نسق إجتماعي يتكون من مجموعة من الأشخاص الذين يتفاعلون ويتبادلون العلاقات في العمل من أجل تحقيق الأهداف العامة للجامعة، تحوي بيئة عمل داخلية تميزها عن غيرها من المؤسسات التي تتضمن العناصر الإدارية كالقيادة الإدارية، النظم واللوائح والقوانين التخصص في الوظيفة، الرقابة الإدارية، الاتصال الإداري، العلاقات الرسمية وغير الرسمية، نظام الحوافز والمكافآت، والعناصر المادية كالإضاءة، الحرارة والتهوية، التجهيزات المكتبية، التي تؤثر في دافعية الإداريين في أدائهم، وبالتالي فإن الأداء الوظيفي تتوقف كفاءته وفعاليته على مدى تأثير بيئة العمل الداخلية على الموظف. حيث تمثل التساؤل الرئيس لهذه الدراسة في: ما مدى تأثير بيئة العمل الداخلية على الأداء الوظيفي للإداريين في جامعة باتنة؟ واندرج تحت هذا التساؤل تساؤلين فرعيين، حيث ركز الأول على مدى استيفاء بيئة العمل الداخلية لعناصرها (الإدارية والمادية) في الإدارة الجامعية، وركز التساؤل الثاني على مستوى الأداء الوظيفي للإداريين في ظل عناصر بيئة العمل الداخلية (الإدارية والمادية) بمعرفة مدى رضا الإداريين على عناصر بيئة العمل الداخلية (الإدارية والمادية) ومعرفة مستوى تأثير هذه العناصر في أدائهم الوظيفي وذلك من خلال جملة من المؤشرات التي وضعتها الباحثة كمعايير للأداء الوظيفي. وتم استخدام المنهج الوصفي في دراسة مدى التأثير بين بيئة العمل الداخلية والأداء الوظيفي للإداريين في ظل عناصر بيئة العمل الإدارية والمادية، وتم استخدام الاستمارة المقننة والبسيطة لجمع المعلومات والبيانات الميدانية اللازمة للدراسة والتي تم تصميمها في ضوء الدراسة النظرية وزعت على عينة الدراسة من الإداريين في الإدارة الجامعية بجامعة باتنة وهي عينة احتمالية عنقودية قدرت بـــ: 106 مبحوث. ومن أهم النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة الآتــــــــــــــــــــي: 1- استوفت بيئة العمل الداخلية عناصرها الإدارية والمادية بشكل نسبي بنسبة 66,50% وليس بشكل تام في الإدارة الجامعية (الكليات والمعاهد). 2- مستوى الأداء الوظيفي للإداريين في ظل العناصر الإدارية والمادية لبيئة العمل الداخلية يتبين من خلال النتائج الآتية: أ- رضا الإداريين على عناصر بيئة العمل الداخلية (الإدارية والمادية) هو رضا نسبي بنسبة 49%. ب- أثر عناصر بيئة العمل الداخلية (الإدارية والمادية) على الأداء الوظيفي للإداريين كان نسبي جدا بشكل متوسط بنسبة 63,26% ، وعالٍ بنسبة 12,39%. ج- من خلال مؤشرات الأداء الوظيفي الجيد تبين أن نسبة إلتزام الإداريين بها نسبي جدا بنسبة 60,83% بشكل دائم، وأحيانا بنسبة 31,33%. وبالتالي فإن مستوى الأداء الوظيفي في ظل عناصر بيئة العمل الداخلية نسبي لأن رضا الإداريين عن بيئة عملهم الداخلية نسبي، ومستوى تأثيرهم نسبي أيضا على أدائهم وكذا أدائهم الوظيفي وفق مؤشراته نسبي جدا من وجهة نظر أفراد العينة. وفي الأخير نظرا لكون بيئة العمل الداخلية استوفت عناصرها الإدارية والمادية بشكل نسبي ومستوى الأداء الوظيفي للإداريين في ظل العناصر الإدارية والمادية لبيئة العمل الداخلية نسبي أيضا فإننا نستنتج أن: مدى تأثير بيئة العمل الداخلية على الأداء الوظيفي للإداريين في الإدارة الجامعية للكليات والمعاهد بجامعة باتنة هو تأثير قوي ومرتفع جدا، لأنها أثَّرت في كفاءة ودافعية ورغبة الإداريين في العمل وأداء وظائفهم بالشكل المطلوب والمحقق لأهداف الجامعة