تهدف دراستنا الحالية إلى معرفة الأثر الذي يلعبه سوء التوافق الزواجي في تكوين الميل إلى الأمراض النفسية لدى المرأة، كما أن هاته الدراسة جاءت مُعالجةً لموضوع المرأة كأحد طرفي العلاقة الزوجية،باعتبارها الأكثر تعبيرا عن معاناتها والأكثر طلبا للمساعدة مقارنة بالرجل. وتعتبرالمرأة الأساس الذي تقوم عليه الأسرة، باعتبارها الأم والزوجة التي تضطلع بالعديد من الأدوار،والتي قد تمتد خارج إطار الأسرة أحيانا في حالة خروجها للعمل، وكلما كانت علاقتها الزوجية بالطرف الآخر "الزوج" متوافقة أثر ذلك إيجابا على صحتها النفسية، وأصبحت أكثر عطاءًا ومردودية في أدوارها المتشعبة ،وهوما يؤثر بدوره إيجابا على التوازن النفسي للأبناء والجو الأسري ككل. فكلما كانت العلاقة الزوجية مضطربة يكسوها سوء التوافق الزواجي، أثر ذلك سلبا على التوازن النفسي للمرأة، ويجعلها أكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية لتكوينها النفسي والبيولوجي المختلف عن الرجل، وعلى هذا تموضعت مشكلة الدراسة في جملة من التساؤلات كما صيغت الفرضيات الفرعية، وهدفها معرفة الأثر الذي يلعبه سوء التوافق الزواجي في تكوين الميل إلى الأمراض النفسية لدى المرأة، وللوصول إلى ذلك كان لابد من تبني أدوات البحث العلمي، والتي تمثلت في مقياس التوافق الزواجي لمراد بوقطاية (2000)، لتماشيه مع أهداف البحث من حيث استخراج غير المتوافقين زواجيا، والأداة الثانية تمثلت في اختبار مينسوتا متعدد الأوجه (MMPI2)،الى جانب استخدام أداة المقابلة نصف الموجهة. وكانت الدراسة الاستطلاعية بمدينة بسكرة من خلال توزيع مقياس التوافق الزواجي على عينة من النساء المتزوجات لمعرفة مدى وضوح عبارات المقياس، ولقد تبين عدم غموض بنود المقياس وبالتالي تطبيقه، وهذا كمرحلة أولى وفي المرحلة الثانية من الدراسة الإستطلاعية تم توزيع كل من مقياس التوافق الزواجي واختبار مينسوتا متعدد الأوجه (MMPI2)، كل في ظرف واحد يحمل رقم معين، وكل ظرف يمثل حالة واحدة على عينة عرضية وقوامها(220) امرأة من المترددات على العيادات النفسية الحكومية بمدينة بسكرة، وذلك بالإستعانة بالأخصائيين النفسانيين على مستوى كل عيادة؛ في حين الدراسة الأساسية قد اجريت على عينة قصدية قوامها (52) امرأة غير متوافقة زواجيا من خلال مقياس التوافق الزواجي؛ أين تم تحليل اختبارالشخصية متعدد الأوجه مينسوتا "2"(MMPI2) لكل واحدة منهن. وقد تم الاعتماد في هذه الدراسة على المنهج الاكلينيكي،و كذا الاعتماد على التحليل الكيفي إنطلاقا من الدرجات المتحصل عليها، وكذا التكرارات المترجمة إلى نسب مئوية، وقد أسفرت الدراسة على النتائج التالية: 1. لسوء التوافق الزواجي أثر في تكوين الميل إلى مرض الاكتئاب لدى المرأة. 2. لسوء التوافق الزواجي أثر في تكوين الميل إلى مرض توهم المرض لدى المرأة. 3. لسوء التوافق الزواجي أثر في تكوين الميل إلى مرض الهستيريا لدى املرأة. والنتيجة العامة المتوصل إليها هي : لسوء التوافق الزواجي أثر في تكوين الميل إلى الأمراض النفسية لدى المرأة. بمعنى أنه كلما كان سوء التوافق الزواجي،كلما صاحبه تكوين ميولات نحو الامراض النفسية لدى المرأة، وعلى رأسها الاكتئاب وتوهم المرض والهستيريا. وما تم التوصل إليه من نتائج في هذه الدراسة هو ينصب في مجال العلوم الإنسانية والتي تتميز بالنسبية لا المطلق
|