تعد ظاهرة إدمان المخدرات والإقبال عليها معضلة متعددة الإبعاد، والمستويات تنعكس بصفة مباشرة على الديناميكية السيكولوجية القاعدية للفرد ،وكذا الفعالية التكيفية التي تطبع أداءه الوظيفي وامتداده العلائقي على حد السواء، من هذا المنطلق يمكن اعتبار الإدمان أداة غير توافقية في يد المدمن ،كمحاولة علاج ذاتي لتغيير حالته الانفعالية ، التي لا يستطيع تغييرها في الواقع من خلال استحداث نوبة هوس اصطناعية بفعل خواص المادة المخدرة، ما يخلق لديه عالم نفسي موازي للواقعي المعاش يناهضه غالبا كونه خط المواجهة الأول الذي يخرق السرية التي يسعى المدمن جاهدا للحفاظ عليها. فحتى مع طلب المدمن الراشد التعافي والانخراط ضمن برامج التكفل المتخصص،بكل الطاقات والإمكانيات المجندة، يفسح المجال لبروز خصائص وصفات تميز السير النفسي والدينامي لديه، تؤشر على اتجاه لااجتماعي ، وتدني فاضح للنزعة الاجتماعية التضامنية، تتمظهر في صورة انحرافات سيكوباتية. وبالاستناد على ما سبق، فعند سحب الاعتماد العضوي ،وإزالة سمية المادة المخدرة يواجه القائمون بالعملية التاهيلية المحركات النفسية الفاعلة في ازمان الموضوع الادماني لدى المدمن الراشد في صورة معارضة نشطة لبرامج التكفل والقائمين عليها بالدرجة الأولى، ممتدة إلى المنظومة الاجتماعية القائمة بكل رموزها وقيمها ،مشكلة أسلوب حياة حامل لمؤشرات سيكوباتية كدرجة ثانية ، وهذا ما جعلنا في التزام علمي للتصدي للموضوع من خلال تحري ورصد بالأساس ماهية ونوعية هذه المؤشرات ،التي تطبع الملمح النفسي للمدمن الراشد الخاضع للتعافي من الإدمان داخل مركز تكفل متخصص