Titre : | صور التحويل بالحذف في التراكيب الإسنادية : نهج البلاغة للإمام علي رضي الله عنه أنموذجا |
Auteurs : | عمار زربيط ; رابح بومعزة, Directeur de thèse |
Support: | Mémoire magistere |
Editeur : | Biskra [Algerie] : Université Mohamed Khider, 2007 |
Langues: | Arabe |
Résumé : |
إنّ الاستقراء والملاحظة الحسّيّة دَفَعَا بالنّحويين العرب إلى التّقرير بأنّ الجملة العربية التي هي ميدان الدّرس النّحوي لا تبدو دائما على نَمَطٍِِ واحد، فافترضوا لها نَمَطًا وجعلوه أصلاً، وجعلوا بقيّة الأنماط فروعًا عنه. وهذا النّمط الذي هو أصل الوَضْع في الجملة مُكوّن هو الآخر من مجموعة من الأصول التي تحكم عناصر الإسناد. وهذه الأصول هي الذّكر والتّرتيب والإظهار والوَصل وعدم الزّيادة، وقد يُعدل عن أيّ من هذه الأصول إلى الفروع، فيُعدل عن الذّكر في عناصر الجملة إلى الحذف، وعن التّرتيب إلى التّقديم والتّأخير، وعن الإظهار إلى الإضمار، وعن الوصل إلى الفصل بين العناصر، كما يُعدل عن أصل الوضع كذلك بالزّيادة. وطريقة النّحويّين العرب في تأويل هذه الفروع تكون بتقدير الأجزاء المحذوفة في حالة الحذف، وبإزالة الإظهار أو التّفسير في حالة الإضمار، وبإعادة التّرتيب في حالة التّقديم والتّأخير، وباستبعاد الفاصل أو الزّائـد في كلّ من الزّيادة والفصل. إذن فالتّراكيب الإسناديّة في تناول النّحاة العرب هي إمّا أصل وإمّا فرع عن ذلك الأصل، وهنا يتقاطع المنهج العربي القديم مع المنهج التّحويلي الحديث، حيث إنّ ثنائيّة الأصل والفرع في النّحو العربي تقابلها ثنائية البنية العميقة والبنية السّطحيّة في النّحو التّحويلي التوليدي. فالبنية العميقة عند التّحويليّين هي- في الغالب- الأصل المُقدّر عند النّحاة العرب، والبُنى السّطحيّة المُحوّلة عنها في النّحو التّحويلي هي- في الغالب- البنى الفرعيّة المتفرّعة عن ذلك الأصل في النّحو العربي. ولمّا كان الحذف في التّراكيب الإسنادية يُعدّ من أهمّ القواعد التي يتّم بواسطتها تحويل البنية العميقة إلى مجموعة من البُنى السّطحيّة، وكانت معالجة التّحويليّين لهذه الظّاهرة (الحذف) تتقاطع في كثير من جزئيّاتها مع ما قرّره النّحاة العرب، فقد تولّدت لَدَيّ الرّغبة في أن أدرس هذه الظّاهرة من منظور لساني بلاغي يمزج بين محتويات التّراث اللّغوي القديم ومُقتضيات المنهج اللّساني الحديث. ولمّا كانت التّراكيب المحوّلة بالحذف أكثر ما توظّف في الكلام الفنّي والأسلوب الرّاقي وكان كتاب "نهج البلاغة" للإمام عليّ كرّم الله وجهه قد بلغ الغاية في ذلك، فقد وقع اختياري عليه ليكون المدوّنة المَنوطة بهذه الدّراسة قصد الوقوف على صور التّحويل بالحذف في التّراكيب الإسنادية الموظّفة فيها، ذلك أنّ المؤلّفات التي عرضت لنهج البلاغة لم تتناول ظاهرة الحذف من هذا المنظور في هذه المدوّنة، ومن هنا جاء هذا البحث موسومـا بـ:" صور التّحويل بالحذف في التّراكيب الاسنادية" – نهج البلاغة للإمام علي أنموذجا-. وقد أملت طبيعة الموضوع أن يكون المنهج المعتمد في هذه الدّراسة هو المنهج التّحويلي التّوليدي مع الاستعانة بالمنهج الوظيفي وكذا بالمنهج الإحصائي. كما أملت طبيعة الموضوع أيضا أن تكون مراجع هذا البحث بعضُها قديم وبعضُها حديث نظرا لحاجة هذا الموضوع إلى التّـكامل. وقد قسّمت هذا البحث على مدخل وثلاثة فصول تسبقها مقدّمة وتتلوها خاتمة. المدخل: وقد ضمّنته الكلام عن محورين اثنين رأيت تقديمهما- بين يدي هذه الدّراسة -مُهمّا، وهما: - المحور الأوّل: التّراكيب الإسنادية في تناول القدامى والمحدثين: وتعرّضتُ تحت هذا المحور لحَـدّّ الجملة، وعناصر بنائها، وأقسامها، واختلاف القدامى والمحدثين حولها. - المحور الثّـاني: التّحويل وأنواعه بين النّحو التّوليدي التّحويلي والفكر النّحوي العربي عرضتُ فيه لمفهوم التحويل وأنواعه في كلّ من التراث النّحوي العربي والمدرسة التّوليدية التّحويلية، مع رصد أَوْجُهِ الشّبَـهِ والاختلاف بين المدرستين حول هذا الموضوع. الفصل الأوّل: صور التّحويل بالحذف في التّراكيب الإسنادية في اللغة العربية حاولت فيه أن أرصد صور التّحويل بالحذف في التّراكيب الإسنادية (الجملة الاسميّة والجملة الفعليّة) التي تُتِـيحُها العربية لمستعمليها، مع الحرص على أن تكون كلّ صورة من صور التّحويل مشفوعة بالغَرَض من التّحويل وفائدته. وهذا اقتضى العودة إلى كتب البلاغة وعلم المعاني لأجل إكمال النّقص الذي سكتت عنه كتب النّحو. الفصل الثّاني: صور التّحويل بالحذف في الجملة الاسميّة في نهج البلاغة ويتمثّل عملي في هذا الفصل في أنّني أقوم بإحصاء مواضع التّحويل بالحذف في الجملة الاسميّة الموظّفة في " نهج البلاغة"، ثمّ أدرج كلّ مجموعة من تلك المواضع تحت صورة من صور التّحويل التي جاء التّحويل في تلك المواضع وِفْقَها، ثمّ أضع لكلّ صورة جَدْوَلاً أبيّن فيه كيف تمّ إجراء التّحويل – وفق تلك الصّورة - من البنية العميقة إلى البنية السّطحيّة. الفصل الثّالث: صور التّحويل بالحذف في الجملة الفعلـيّة في نهج البلاغة وقد اتّبعت فيه الطريقة نفسها التي اتّبعتها في الفصل السّابق من وقوف على مواضع التحويل بالحذف في الجملة الفعلية المستعملة في المدوّنة المذكورة. الخاتمة: وقد ضمنتها أهمّ ما توصّلتُ إليه من نتائج عند الفراغ من هذا البحث. وقد واجهتني صعوبات في إنجاز هذا البحث، أهمّها قلّة المراجع التطبيقية التي تُضيء الطّريق وتُنير المنهج، وكذلك ما يعترض الباحث من كثرة الخلاف بين النّحاة حول تعليل الظّاهرة النّحوية الواحدة، وبخاصّة فيما يتعلّق بالحذف، فقد اختلفوا حول كثير من المسائل في وقوع الحذف، وفي تصنيف المحذوف، وبماذا يُقدّر، وفي أيّ موضع يُقدّر، إلى غير ذلك من الخلافات التي تُحتّم على الباحث - في كثير من الأحيان - أن يقف طويلاً أمام المسألة المطروحة قبل أن يختار مذهبًا أو يُكَوّن رأيًا خاصًّا فيها. وفي الختام أُقدّم خالص الشّكر ووافر التّقدير إلى كلّ الذين ساعدوني على السّير في طريق البحث، وأخصّ بالشّكر أستاذي المشرف الدكتور رابح بومعزة، فقد كان له كبير الفضل في إنجاز هذه المذكّرة، وقد تَابَعَ معي مسيرة هذا البحث في جميع مراحله، منذ أن كان فكرة تطوف بذهني وتراود عقلي، ثمّ أصبح خطّة مرسومة على الورق، إلى أن صار حقيقة ملموسة في عالم الواقع، فقد ساعدني وأخذ بيدي في بلورة الفكرة، وفي وَضْع الخطّة، وفي الاهتداء إلى المراجع اللاّزمة، ولم يبخل عَليّ - خلال فترة البحث - بكلّ ما من شأنه أن يُفيدني في بحثي، فله منّي كلّ الشّكر والتّقدير والعرفان، وجزاه الله عنّي أفضل الجزاء.
|
Exemplaires (2)
Cote | Support | Localisation | Disponibilité | Emplacement |
---|---|---|---|---|
اطح/915 | Mémoire magistere | Bibliothèque centrale El Allia | Disponible | Salle de consultation |
اطح/915 | Mémoire magistere | Bibliothèque centrale El Allia | Disponible | Salle de consultation |
Consulter en ligne (1)
Consulter en ligne URL |