Titre : | خطاب الرواية عند أحلام مستغانمي |
Auteurs : | حكيمة سبيعي ; أحمد جاب الله, Directeur de thèse |
Support: | Thése doctorat |
Editeur : | Biskra [Algerie] : Université Mohamed Khider, 2011 |
Langues: | Arabe |
Résumé : | إن البحث في التقنية الروائية بحث متشعب و معقد، لأنه يتفرع إلي جملة من القضايا التي تمس سواء من الداخل أو من الخارج الرواية، بوصفها شكلا أدبيا حديثا يقوم على تراث سردي عريق، ومتداخل، ومعقد لأن الرواية في حد ذاتها لا تظهر كأسلوب متفرد تتميز بحدود واضحة المعالم، إنما هي عبارة عن أشكال سردية مختلفة، و متنوعة، بخاصة الرواية الأكثر حداثة، إذ يصعب التميز بين ماهو روائي وما هو غير ذلك، نظرا للتشكلات المتنوعة التي أبدعها المؤلفون عبر العصور على المستوى الفني، ونظرا للتغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية والسيكولوجية التي تطور في ضوئها الذوق مما أحدث تحولات كبرى على المستوى الجمالي. وبناء على هذا، فان البحث و الدراسة في مجال الرواية بل و في أي مجال أخر يستدعي تحديدا دقيقا لموضوع الدراسة في إطار تصور منهجي واضح الأبعاد. والرواية من الفنون الأدبية التي شهدت قفزة نوعية في القرن العشرين وذلك بتعبيرها عن الواقع، ففاضت ينابيع الأقلام في هذا اللون الأدبي، وتنافس فيه الروائيون، فكانت اللغة مقياس التفاضل بينهم، وبذلك اتسمت وارتقت وظهرت جمالياتها بالأسلوب الإبداعي الخلاق والمتميز من الناحية الجمالية. ومما لا شك فيه أن الرواية العربية قد مرت بمراحل عدة لتشكيل خطابها المتميز، سواء على المستوى الفني أو المضموني، وهي بذلك لم تخرج عن دائرة تطور فن القص العالمي، خاصة بعد تطور مناهج العلوم، والنقد الحداثي بأطروحاته الجديدة. ولعل منطق التطور يفرض على الرواية الجزائرية السير في هذا المضمار، ولهذا مرت بمراحل تتواكب مع نمو الوعي الثقافي؛ حيث كان حضورها قوياً في كل ما تعلق بالواقع الجزائري آنذاك، فما كان إلا أن التجأ إليها معظم الكتاب من أجل الإفصاح عن ذواتهم، ليس كذوات فردانية، إذ أن جنس الشعر هو الكفيل بتحقيق ذلك، بل كذوات متشظية، كل ذات منها تحمل في طياتها صراعا قويا بين أفكار ورؤى شتى، والسبب في ذلك يرجع إلى اعتبار السرد الصيغة الضرورية لفهم نماذج السلوك الإنساني، والسبيل الذي نعقل به الأشياء، وكانت أداته لتحقيق ذلك اللغة. فاللغة في أي عمل أدبي مرآة شفافة تعكس ما تحمله النفس البشرية من صراعات اجتماعية، وفكرية، وإيديولوجية، إنها ليست بريئة، كما يذهب إلى ذلك رولان بارت، وإنها تحمل آثار الزمن الذي انبثقت فيه ومنه، وعليه اعتبرت الرواية الجنس الأدبي الأكثر قدرة على احتواء تجليات اللغة، إلا أن مشكلات وأساليب السرد الروائي لم تلق في الماضي الاهتمام الذي ينبغي أن تلقاه إلا في الآونة الأخيرة حيث بدأ الاهتمام بأساليب السرد ومشكلاته يزداد شيئا فشيئا، من خلال عناصره التي ازدهرت في تعالق متناغم مع البحوث التي تحلل تعدد الأصوات، وعلاقتها بنوعية الضمائر، ولغة الخطاب الروائي في حالات العرض والسرد، وارتباطها بقضايا ومستويات الزمن القولي والتاريخي، وما ينجم عن تضافرها من إيقاعات متفاوتة وأساليب متعددة، كما درست أشكال الصيغ والكيفيات المختلفة لأنماط السرد وعمليات التركيب في وظائفها المختلفة. ولعل هذا ما دفعنا إلى البحث في تشاكل هذه العناصر السردية في روايات أحلام مستغانمي، وصار الدافع لاختيارنا هذا الموضوع بدل الدافع، دافعان: الأول ذاتي والثاني موضوعيي. فأما الذاتي فيتمثل في إعجابنا بالروائية أحلام مستغانمي، ورغبتنا في الكشف عن أسرار اللغة الفنية عندها، وخاصة في رواياتها الثلاثة، إذ حققت الروائية عبر رواياتها نجومية عربية وعالمية؛ فحظيت بتشجيع كبير من عدة كتاب وشعراء عرب، أمثال نزار قباني، فكانت صاحبة السبق لأول عمل روائي نسائي باللغة العربية في الجزائر. لقد ربطت الروائية أعمالها بأحداث الثورة وتاريخ الجزائر، مازجة إياها بالحب والأدب، وأشهرت قلمها للدفاع عنها،حتى عرفت بجدة تجربتها الروائية، وبقدرتها المذهلة على المزج بين التاريخ والفن، والواقع والخيال، وهذا ناجم عن ثقافتها الواسعة باللغتين الفرنسية والعربية؛ وتأثرها بالآداب العالمية وكانت من قبل قد تأثرت بمسيرة والدها النضالية، وبتعلقها بقسنطينة، فأنتجت لنا أعملا أدبية رائعة، استثارت بها اهتمام النقاد والدارسين. أما الدافع الموضوعي، فهو محاولتنا دراسة عناصر تشكيل اللغة السردية والخطاب الروائي وفق المناهج الحديثة، ولعل هذا ما جعل البحث يندرج تحت عنوان: خطاب الرواية عند أحلام مستغانمي، ويدور ضمن إشكالية رئيسة متمثلة فيما يلي: ما دور اللغة في تشكيل البناء السردي ؟ وما هي العناصر المكونة للخطاب الروائي ؟ وهل استطاعت أحلام مستغانمي توظيف هذه العناصر (الزمان والصيغة ولغة السرد العادية والشعرية) في خطابها الروائي كما ينبغي باعتبارها محركة فاعلة في الروايات لتحقيق الانسجام مع باقي العناصر ؟ فكان هدف الدراسة الأول، تحديد بنيات الخطاب الروائي وتحليل عناصره؛ واستوجب ذلك دراسة تحليلية؛ استندنا فيها إلى بعض المناهج التي تفرض نفسها نظرا لطبيعة الدراسة، وكان أهمها المنهج البنائي، والذي سماه بعض النقاد بالمنهج الداخلي، ذلك لأنه يعنى بالأدب في حد ذاته، وهو منهج مقابل للمنهج الخارجي الذي يهتم بما يتعلق بشكل العمل الأدبي، واستعنا بالمنهج النفسي، والتاريخي واللغوي، والإحصائي في مواضع متفرقة، وذلك لتوضيح بعض الجوانب وتعزيز بعض نتائج الدراسة، وقد تم تقسيم البحث حسب ما تقتضيه الدراسة إلى: مقدمة شملت الإحاطة بالموضوع وذكر أسباب اختياره، والمنهج المتبّع والأهداف المنشودة منه، ثم المراجع المعتمدة، وأهم المشاكل التي تعرض لها البحث. ومدخل ضبطنا فيه أهم المفاهيم، ابتداء بمفهوم الرواية لغة واصطلاحا، ثم انزاحنا إلى نشأة وتطور الرواية العربية والجزائرية، لنتحدث بعدها عن مفهوم الخطاب، والخطاب الروائي ومكوناته. وجاء الفصل الأول موسوم بـ: الزمن الروائي في ثلاثية أحلام مستغانمي اندرجت تحته أربع عناصر كان أولها مفهوم الزمن الروائي، وأهميته، وأنواعه وأهم تقنياته المتبعة في السرد المعاصر، ثم تطرقنا إلى الكشف عن البنية الداخلية المكونة للزمن الروائي، ثم البنية الخارجية له، وكشفنا بعدها عن البناء الفني للزمن من خلال ثلاثية أحلام مستغانمي. وجاء الفصل الثاني موسوم بـ: الصيغ السردية في ثلاثية أحلام مستغانمي، وتم فيه تحديد مفهومها، وأنواعها، وتعددها، ثم قمنا بالكشف عن خصوصية اشتغالها وبروزها في الثلاثية، وتناولنا في الفصل الثالث و الموسوم بـ: الرؤية السردية في ثلاثية أحلام مستغانمي، مفهوم الرؤية السردية لغة واصطلاحا، ثم كشفنا عن أنواعها عند مختلف النقاد الغربيين، وصولا إلى استخرجاها من الأعمال محل الدراسة، ثم تناولنا تشكيل جماليات لغة السرد في ذاكرة الجسد بحكم أنها أولى أعمال الكاتبة الروائية وأرقاها لغة، بعدها تطرقنا للغة السرد العادية منها والشعرية متبعين في ذلك آراء جيرار جنيت وتنظيراته وتودوروف، ثم جاءت الخاتمة بملخص موجز جمعنا فيها أهم الاستنتاجات المتوصل إليها. واعتمدنا للوصول إلى غايتنا عدة مصادر ومراجع كلها تصب في قالب الموضوع، نذكر منها: كتاب "خطاب الرواية النسوية العربية المعاصرة" رفقة محمد دودين، وكتاب "اللغة الشعرية وتجلياتها في الرواية العربية" لناصر يعقوب "والرواية المغاربية" لإبراهيم عباس، و"في نظرية الرواية" لعبد الملك مرتاض، و"بنية النص الروائي" لإبراهيم خليل، و"نظرية الرواية والرواية العربية" لفيصل دراج، و"الأيديولوجيا وبنية الخطاب الروائي" لعمرو عيلان، و" بنية النص السردي" لحميد لحمداني، و" تحليل الخطاب الروائي" لسعيد يقطين" وخطاب الحكاية" لجيرار جنيت. وبما أنه كان لزاما علينا مواجهة الصعوبات، فكان من بين المعوقات التي واجهتنا، إشكالية المصطلح، وهو معوق شائع لامناص منه، وكما واجهتنا إشكالية اختلاف وتنوع المشاريع التي تفرض نفسها على الدارس، إلا أن هذه الدراسات كلها تدخل ضمن مضمار التنظير، وهذه مشكلة أخرى؛ حيث تندر المراجع التي تحتوي على الدراسات التطبيقية في هذا المجال. وقد واجهتنا في منهجية الدراسة صعوبة تقسيم أجزاء البحث إلى أجزاء شبه متساوية؛ وهذا لأن الدراسة توغلت في جزء على حساب الآخر، رغم محاولاتنا لضبطها إلى أجزاء متساوية، لكن يرجع هذا الاختلاف لأهمية جزء عن الآخر أو نقص في المادة، أو لضيق الوقت الذي يداهمنا، ولا نقول أن هذه العناصر لم تتوفر في الروايات لأنها روايات غنية، ويتطلب للإحاطة بكل عناصرها السردية أكثر من دراسة، ولهذا كانت إطلالتنا سريعة على بعض العناصر، فلم نتوغل في سبر أغوارها. وخلاصة النتائج التي توصلنا إليها تكمن في أن أحلام مستغانمي اعتمدت في سردها على الإغراء والأناقة في اللغة، فجاءت رواياتها شعرية نثرية، كما اهتمت بفكرة الأدب واللغة العربية والتاريخ المنسي والسياسة والقضايا الاجتماعية الشعبية. كتبت أحلام للتاريخ، وكتبت للحب، وكتبت للفكر، فعندما تقرأ ما كتبته تجد نفسك: • تهيم باللغة العربية من جديد • تقرأ تاريخ طواه الدهر. • تتثقف من كم المعلومات القيمة التي بها، تستشعر الحب والرغبة والهيام، وكأنك تقرأ كتابا في العشق. • تعد روايات أحلام مستغانمي روايات جديدة بخصائصها و خطابها. • جاءت أحلام بهذه الروايات راجية منها الخروج بشيء ما للأدب الجزائري، منتظرة ولادة نورس ساطع مشرق على الساحة الأدبية الجزائرية التي كانت غارقة في ظلام دامس. • لقد سبق هذا العمل فترة عصيبة، وهي مرحلـة انعزال وتفكك واستقلال تام عن العالم، وهذه الفترة كانت كافية بالنسبة لأحلام لتنتقل بالأدب الجزائري من مرحلة ركود إلى نهوض. • حاولت أحلام مستغانمي هذه الروائية المتميزة والمنفردة بشخصيتها أن تعكس لنا قراءتها الصحيحة للعالم، حيث وفرت ظروف ميلاده الجديدة بإرادتها وتصميمها على الخروج من أزمته انطلاقا من ذاتها وخصوصية وضعها في بلدها. • أرادت أحلام مستغانمي أن تبرز مرحلة انتقالية وتهيئ لعهد جديد بمبادئ جديدة، أرادت بها أن تمحي أثر التلقين والعنصرية والاستبداد وكل مظاهر التخلف التي كانت سائدة، وتأتي بمرحلة محاولة صنع الذات بحيث يجب على كل فرد مثقف جزائري أن يصنع ذاته لا ينتهج مسلك أجداده الذين كانوا تحت رحمة الاستعمار الغاشم، كما يجب عليه بناء وجوده فعلا لا قولا، وأن يخمن على مستقبله ويخطط لغد مشرق بالعلم ويساير العصرنة والتحضر. • تجاوزت لغة الرواية العربية والنظرة التقليدية ،وإيحاءات الحظر والتحريم والتعصب والتقوقع، وصارت موضوعًا بارزًا للتشخيص الفني الذي هو أساس أي تنوع كلامي وأسلوبي داخل الرواية، هذا التنوع مقابلً للاتجاه الثابت والجاهز للغة، تنوع يحتضن لغة جديدة أو محتملة بما يناسب التحوّلات الراهنة المتغيرة والمتجددة باستمرار فيؤدي تغيّر اللغة الدائم ومرونتها استيعاب مختلف الأجناس التعبيرية الأدبية وغير الأدبية، فتتداخل هذه الأجناس مع الرواية ويمكن في هذا الموضع أن نشير إلى أن أعمال أحلام استفادت من لغة الشعر، ولكنها ظلت محافظة على خصوصيتها و كيانها المستقل. • أحلام مستغانمي روائية، تبدو مولعة بالتجريب واللعب اللغوي، فبالرغم من أن مؤلف الروايات امرأة إلا أن السارد كان في اغلب الأحيان رجلا، مما جعلنا نقوم بمحاولة الكشف عن هذا الكيد النسائي والتلاعب اللغوي؛ وأن نطلع على حياة المؤلفة، ونجري مقارنة بين المؤلفة الحقيقية والنص الروائي؛ أي المؤلف الضمني ،لنتوصل إلى حقيقة أن اللغة جاءت معبرة بدقة عن الحدث ،وعن حياة المؤلفة بالرغم من اللسان السردي الذكوري. • والسبب الرئيس في هذا الخلق الإبداعي هو التعامل مع لغة الخطاب الروائي، لأنها المفتاح الذي يقود الكاتب إلى الخروج عن النمطية، أو النموذج الجاهز. • إن هذا التكثيف السردي في ثلاثية أحلام يدل على أن كاتبتها تتميز بالقدرة على السرد المشوق المتماسك المفعم بالحيوية، والحركة مع الميل إلى التركيز، الأمر الذي يجعل المتلقي مشدود الانتباه إلى أحداث الروايات، يتابعها من البداية إلى النهاية. • ثمة مجموعة من الأزمنة تتواشج في العمل الروائي، وتؤدي وظائفها بدقة وهي أزمنة داخلية وأخرى خارجية ، فجاء هذا التقسيم للزمن الروائي حسبهما ليساهم في تسهيل تحديد التمازج الزمني، ليكون فيما بعد تقسيم "جيرار جينيت " الذي كان أكثر دقة وأسهل في التحديد . • بالإضافة إلى كل هذا نجد تأثر الخطاب الروائي بالنص القرآني، فيأخذ من الموروث الشعبي ثم يربطه بعلاقة لغوية سحرية ، وكل هذا ليساهم في تحديد البناء السردي، فكانت أعمال أحلام مستغانمي نقطة التقاء مجموعة من الخطابات . • تبني أحلام مستغانمي الشكل الفني لرواياتها على التناص وتداخل الأجناس لأنها تتقن صناعة الكلمة الشعرية. • أعمالها الروائية تعد تجديدا على المستويين الفني والفكري. وعلى الرغم مما بذلنا من جهد في إعداد هذا البحث وإخراجه إلى الوجود إلا أننا لا ندعي كماله، أو خلوه من العيوب، لكن نرجو أن يضيف جديدا للدراسات التطبيقية في هذا المجال وذلك أقصى ما نأمله. |
Exemplaires (2)
Cote | Support | Localisation | Disponibilité | Emplacement |
---|---|---|---|---|
اطح/1350 | Thèse doctorat | Bibliothèque centrale El Allia | Disponible | Salle de consultation |
اطح/1350 | Thèse doctorat | Bibliothèque centrale El Allia | Disponible | Salle de consultation |
Consulter en ligne (1)
Consulter en ligne URL |