Titre : | جماليات قصيدة المديح في شعر الأعمى التطيلي |
Auteurs : | خضراوي زينب ; أحمد جاب الله, Directeur de thèse |
Support: | Mémoire magistere |
Editeur : | Biskra [Algerie] : Université Mohamed Khider, 2009 |
Langues: | Arabe |
Résumé : |
ظلت شمس الإسلام ساطعة في الأندلس نحو ثمانية قرون، استطاع المسلمون خلالها أن يشيدوا صرح حضارة فريدة امتزجت فيها مؤثرات الشرق بمؤثرات الغرب، وتميزت بالابتكار والتجديد في كثير من المجالات . وفي ظل هذه الحضارة نشأ الأدب الأندلسي يستمد جذوره وأصوله من المشرق ويتنفس في أجواء البيئة الأندلسية المترفة . ولعل أهم ما ميز المجتمع الأندلسي عن غيره بأنه مجتمع يكاد يكون كل أفراده شعراء، وكان الحس الشعري سمة مشتركة بينهم ، فالشعر لم يكن وقفا على الشعراء وحدهم وإنما شاركهم في نظمه، الكثير من أهل البلاد، على اختلاف أهوائهم ومشاربهم فقلما خلت ترجمة أندلسي من شعر منسوب إليه سواء أكان المترجم له أميرا، أم وزيرا، أم كاتبا، أم فقيها، أم نحويا، أم فيلسوفا، أم طبيبا أو غير ذلك . ولعلهم كانوا مدفوعين إلى ذلك بما فطروا عليه من محبة للشعر، وبتكوينهم الثقافي المؤسس على علوم البلاغة العربية وآدابها، ثم بطبيعة الأندلس الجميلة، وبكل ما يضطرب فيها مما يحرك العواطف ويثير الخيال . إلا أن الشعر عرف أفولا باستيلاء المرابطين على بلاد الأندلس؛ إذ زهدوا في الشعر وانصرفوا عنه إلى الجهاد والفتوحات، ولم يحظ الشعراء بالاعتناء الكبير خاصة فيما يخص شعر المديح، فالشاعر المداح أيام المرابطين عرف أزمة ذات حدين : مادي وفني فلم يعد ممدوحه ذلك الملك المعطاء، الذي يهب الأموال، ويمنح القصور والذهب، إنما تحول إلى مدح الوزراء، والقضاة، وعامة العظماء الأندلسيين، لأنهم كانوا أكثر فهما للشعر، وأشد تجاوبا مع الشعراء من الحكام الجدد . ولعل اختيار جماليات قصيدة المديح في شعر الأعمى التطيلي موضوعا للدراسة يرجع إلى أننا لم نعثر على دراسة مستقلة تعني بمعالجة هذا الفن في عصر المرابطين، وتضعه في مكانه المناسب بين أغراض الشعر الأخرى، وغاية ما نجده عنه لا يتجاوز الإشارات الموجزة والأحكام العامة المشتملة عليها بعض الدراسات التي عرضت لموضوع المديح من خلال تناولها تاريخ الأدب وعصوره المختلفة في الأندلس بوجه عام، وربما كان مرد ذلك إحساس الباحثين أن قصيدة المديح تجربة مصطنعة خالية من الصدق والانفعال لارتباطها بالتكسب والنفعية، وقد يجانب هذا التصور الصواب؛ لأن المديح تجربة إنسانية يعبر من خلالها الشاعر عن جوهر الإنسان، فيجسد همومه وآماله وآلامه وطموحاته وموقفه من المجتمع والحياة، بيد أن الأمر يتفاوت من شاعر لآخر تبعا لرصيد تجربته المدحية من التوتر اللازم لعملية الإبداع، ومدى ما تمثله هذه التجربة بالنسبة له من ارتباط بالذات والكيان والوجود، بالإضافة إلى أن تجربة المديح من حيث هي باعث يحرّك كوامن الرغبات والميول تختلف عن الأغراض الشعرية الأخرى، من حيث هي بنية لغوية لها خصائصها الجمالية التي تنبع من نظامها الداخلي، كما ينبغي أن تكون لها مقاييسها الخاصة التي تلائم طبيعتها . من هذا المنطلق جاءت دراستنا لأحد شعراء هذا العصر، ألا وهو الأعمى التطيلي بغية الكشف عن جوانب الإبداع في قصيدة المديح التي زخر بها ديوانه، وتأكيد الأزمة والصراع الذي عاشه الشاعر المداح في عصر المرابطين مع التأكيد عن قيمة شعره وأصالته المتميزة – موضوعا وفنا – وبعد مقدمة البحث هذه افتتحت الدراسة بمدخل عام تناولت فيه تطور فن المديح عبر عصور الأدب العربي، بشيء من الإيجاز، فتعرضت إلى فن المديح في العصر الجاهلي ثم انتقلت إلى صدر الإسلام ثم عرجت على العصر الأموي، فالعصر العباسي وكانت آخر محطة في المدخل هي فن المديح في الأندلس، راصدة الإضافات التي أضافها اجتهاد شعراء الأندلس في قصيدة المديح، ومبينة القواعد والمعايير النقدية التي أرسـاها النقـاد في شأنهـا، حتى وصلت إلى الشاعر الأعمى التطيلي، الذي مكنته موهبته الشعرية الفائقة، وثقافته الواسعة من ترك بصماته عليها، إن لم يكن في بنائها الفني فعلى الأقل في بناء موضوعاتها ومضامينها . في الفصل الأول حاولت دراسة حياة الأعمى التطيلي وبيئته وعصره ثم تطرقت إلى أهم أغراضه الشعرية لإبراز أهمية ومكانة غرض المديح في ديوانه وفي مسيرة حياته، وكان الاهتمام في هذه الدراسة منصبا على بلورة فكرة واضحة عن شخصية الأعمى التطيلي وما لها من تأثير قوي في بناء قصيدة المديح عنده، فاحتضن هذا الفصل مواضيع قصيدة المديح عند التطيلي وهي متعددة توزعت بين المديح السياسي؛ إذ تعرض فيه إلى مدح الحكام والأمراء؛ وثانيها المديح الاجتماعي وكان في مدح الأصدقاء والمرأة وأعيان المجتمع الأندلسي؛ وثالثها المديح الديني وكان في القضاة والفقهاء وأمثالهم . وفي الفصل الثاني من البحث، حاولت دراسة التشكيل الجمالي لقصيدة المديح في شعر الأعمى التطيلي، فتناولت جماليات البنية المعجمية، وتضمنت أربعة مستويات : مستوى الأخلاق، ومستوى الاستجداء ومستوى الدين، ومستوى الطبيعة، ثم انتقلت إلى دراسة جماليات الإيقاع والصوت في قصيدة المديح، حيث قسمته إلى أربعة أقسام : الوزن والقافية والروي والتكرار، أما الجزء الأخير من هذه الدراسة فكان مخصصا لإبراز جماليات الصورة الشعرية, تعرضت فيه لمفهوم الصورة ثم إلى أهم التشكيلات الفنية التي تزاحمت في قصيدة المديح عند الأعمى التطيلي والمتمثلة في التشبيه والاستعارة . وأنهيت البحث بخاتمة ضمت أهم نتائجه مع قائمة لمصادره ومراجعه . وقد احتكمت منهجية هذه الدراسة إلى استقراء قصيدة المديح في شعر الأعمى التطيلي وتبيان موضوعاتها وأساليبها الفنية، ومن ثم الوقوف عند جمالياتها ودراستها، ولم يتقيد البحث بمنهج محدد في تحليل النصوص ودراستها، وإنما أفاد من مناهج متعددة حسبما اقتضته الدراسة، فكان الاعتماد على المنهج التاريخي أحيانا للتعرف على تاريخ فن المديح، أو على تواريخ حيوات الممدوحين، وكان المنهج الأسلوبي هو الأساس في هذا البحث للكشف عن أهم الجماليات التي احتفلت بها قصائده المدحية، كما كان الاعتماد على المنهج الوصفي التحليلي . وقد اعتمد البحث على العديد من المصادر والمراجع المتنوعة بين كتب النقد والنحو والشعر والبلاغة وغيرها، بيد أن المصادر التي تتبوأ الصدارة في البحث من حيث الأهمية هي : ديوان الأعمى التطيلي كونه المصدر الذي أخذت منه القصائد المدحية، واعتمدته كذلك في الكثير من فصول وثنايا البحث ثم كتاب الأعمى التطيلي شاعر عصر المرابطين لمحمد عويد الطربولي، وكذلك كتاب الصورة الشعرية عند الأعمى التطيلي لعلي الغريب محمد الشناوي اللذين استفدت منهما في الكثير من مراحل البحث، كذلك اعتمدت على كتب التراجم القديمة التي أمدتني بحياة بعض ممدوحي الشاعر ومنها : الصلة في تاريخ رجال الأندلس لابن بشكوال وقلائد العقيان ومحاسن الأعيان لابن خاقان، ورايات المبرزين وغايات ال
|
Exemplaires (1)
Cote | Support | Localisation | Disponibilité | Emplacement |
---|---|---|---|---|
اطح/999 | Mémoire magistere | Bibliothèque centrale El Allia | Disponible | Salle de consultation |
Consulter en ligne (1)
Consulter en ligne URL |