Titre : | بناء الأسلوب في ديوان أسرار الغربة لمصطفى محمد الغماري |
Auteurs : | عبد الباسط سالم ; بلقاسم دفة, Directeur de thèse |
Support: | Mémoire magistere |
Editeur : | Biskra [Algerie] : Université Mohamed Khider, 2009 |
Langues: | Arabe |
Résumé : | مع بزوغ فجر اللسانيات الوصفية، شهدت الدراسات اللغوية حركة علمية كما غيرها من العلوم ، فالقرن الماضي هو ثورة علمية حقيقية ، وليست علوم اللغة في منأى عن تلك التحولات التي كان من أهم مظاهرها، بروز علم جديد ينازع العلوم الأخرى ، ويبحث له عن مكان يقف فيه، ألا وهو الأسلوبية ، أو علم الأسلوب فمن عباءة اللسانيات خرج هذا العلم متدثرا بردائها ومستلهما منهجها وآراءها في دراسة اللغة فالأسلوبية - إذا- تعنى بالبحث في بنية النص الأدبي وغيره ،فتحلل لغته بغية البلوغ في نهاية المطاف إلى الأبعاد النفسية ،والمظاهر الفنية والجمالية والنفاذ إلى فكر المؤلف من خلال نصه. والقارئ للنصوص الإبداعية، وما كان حديثا أو معاصرا على وجه الخصوص يلمح فيها نوعا من الخروج عن التعبير العادي ، وكسرا للتقاليد التعبيرية القديمة والموروثة عبر كل مستويات اللغة الصوتية والصرفية والتركيبية والمعجمية، فلا غرو أن نرى الدراسات اللغوية المعاصرة تتجه نحو سبر أغوار النصوص وفق مناهج مختلفة إلا أنها تكاد تتفق في محاولة المقاربة، أو الوصول إلى خصائص أسلوب كاتب معين وتميزه عن غيره، ولعل الدراسة الأسلوبية من أكثر الدراسات شيوعا وذيوعا في ميدان الأدب واللغة، وتتجلى أهمية التحليل الأسلوبي في قدرته على تحديد عناصر الإبداع الفني في نص من النصوص، ولذلك من خلال تجزئة مبناه والولوج إلى معناه فالمحلل الأسلوبي يضع نصب عينه غاية قصوى هي إظهار أفكار الكاتب إلى العلن وإبراز شخصيته المتخفية وراء ألفاظه وعباراته كما أن عملية التحليل الأسلوبي تقتضي من الباحث تقسيم النص إلى مستوياته المختلفة بدءا من الصوت وانتهاء إلى الدلالة، فتجزئة النص إلى مكوناته هي الطريق المعبد الموصل إلى الدلالة الكلية بعد جمع تلك الأجزاء وإعادة بنائها . وهذا البحث الموسوم بـ: « بناء الأسلوب في ديوان أسرار الغربة » للشاعر الجزائري مصطفى محمد الغماري هو مقاربة أسلوبية تسعى إلى الوقوف على الظواهر الأسلوبية، والسمات التعبيرية المستحدثة في النص ،وكذلك الخصائص الفنية التي تميزه عن غيره من الشعراء في الساحة الجزائرية المعاصرة ،ولعل الشعر منذ قديم الزمن يحمل خصائص تجعله متفردا في لغته عن باقي فنون الكلام، فلغة الشعر ذات بنيات خاصة، فالبحث - إذا- في بنية أو بناء الأسلوب ليس ترفا فكريا يتسلى به الباحث، وإنما هو إبحار في اللغة وعبر مستوياتها المختلفة، مما يمكنه من الوقوف على قدرة الكاتب اللغوية على إيصال رسالته مصداقا لمقولة أن الكتابة اختيار وقصد. وليس اختياري لهذا الموضوع محض صدفة، بل هو اختيار واع و مقصود فالبحث في الأسلوب هو من صميم الدراسات اللسانية، فاللغة هي أداة الكاتب في إبلاغ رسالته إلى المتلقي فهي ليست أصواتا وكفى وإنما تحمل في ثناياها فكر وثقافة مؤلفها واللغة عند الغماري إلى جانب طاقتها التعبيرية الهائلة، هي متعة لأن معجمه الشعري يفرض عليك البحث في بطون المعاجم لمعرفة معنى كلمة لا تألفها الأذن لأول مرة،كما أن اختيار ديوان " أسرار الغربة" هو توجه يؤازره إصرار وعزم كبيران أسعى من ورائهـما إلى كشف ما خيل إلي أنه مستور وراء الكلمات، وتوضيح لموقف لا يتحمس له كثير من الناس وهو الموقف الذي عاش ويعيش الشاعر من أجله مكافحا ومنافحا عنه فديوان " أسرار الغربة" هو أول مولود شعري للغماري في مرحلة تلون فيها الخطاب الشعري بلونين رغم اللون السياسي الواحد، إنها فترة السبعينيات ومجرد قراءة متأنية للنصوص السبعينية يظهر مدى تحكم النزعة الفكرية في المؤلف شاعرا كان أو كاتبا، بل لم يعد المؤلف يكتم إيمانه بقضية يراها جديرة بالظهور حتى صارت بعض النصوص الشعرية أقرب ما تكون إلى الفقرة السياسية ولم يكن مصطفي محمد الغماري بدعا في ذلك بين الشعراء فالخطاب الشعري بما يحمله من عناصر إبداع فني وجماليات في التعبير هو موقف يحمل نزعة فكرية وقضية يناضل صاحبها في سبيل تحقيقها لأنها من صميم عقيدته وكيانه ووجوده كما أن الشعر ليس كلاما جميلا وكفى بل هو رسالة بين مرسل ومتلق فالإبداع لا يحده الانتماء ، ما دام هذا الأخير محكوما بظروف متغيرة، فلا يوجد خطاب شعري إيديولوجي محض، وربما كان الإنفراد بالحكم هو الذي دفع بالشاعر إلى الثورة على الواقع بكل أبعاده السياسية والاجتماعية .... الخ إنّ الشاعر مصطفى محمد الغماري على غزارة شعره وتفتق قريحته، إذ صدر له أكثر من عشرة دواوين إلا أن ديوانه "أسرار الغربة" قد حمل هوية الشاعر العربي المسلم، كما أنه شاهد على فترة زمنية في تاريخ الجزائر المعاصر بل خارج حدود الوطن و ينبعث منه صوت معارض ورافض لمنهج فكري لا يخفي عداوته اتجاهه فكأنّي به يقول أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير وإن وقف غيره في أقصى اليسار فإنّه لزم أقصى اليمين، و ليس صدفة أن يفتتح ديوانه بقصيدة سمّاها "ثورة الإيمان" فالشاعر ثائر لا يخفي ثورته، بل ضاق ذرعا بهذا الزمن المهزوم و المأزوم فأعلنها غربة و ألما إذ كثيرا ما نجد الشاعر يعبر عن إحساسه بالألم و الحزن و اليأس و كل أولئك متولد من إحساس أكبر هو الغربة و هو الكلمة التي جعلها الشاعر عنوانا لديوانه و الحق أنها عنوان لنفسه وروحه فماذا يريد الشاعر بهذا اللفظ ؟ وما الذي جعل هذا الإحساس البغيض يتسلل إلى كيانه فيفت في كبده، فيلقى بها آلاما كقطع الليل المظلم وقد أشارت الإحصائية إلى تواتر هذه اللفظة ومشتقاتها في اثنين وعشرين(22) موضعا من الديوان متفرقة بألفاظ أخرى كالألم و الرفض و الزمان و المكان و هو ما أرجو أن يكون دليلا في تحديد هذا اللفظ إلى جانب الخلفية الفكرية للشاعر. |
Exemplaires (2)
Cote | Support | Localisation | Disponibilité | Emplacement |
---|---|---|---|---|
اطح/1005 | Mémoire magistere | Bibliothèque centrale El Allia | Disponible | Salle de consultation |
اطح/1005 | Mémoire magistere | Bibliothèque centrale El Allia | Disponible | Salle de consultation |
Consulter en ligne (1)
Consulter en ligne URL |