Titre : | الملامح السيميائية في القصة الموجهة للطفل الجزائري : قصص الحيوان لمحمد ناصر أنموذجا |
Auteurs : | حاتم كعب ; أمحمد بـن لخضر فورار, Directeur de thèse |
Support: | Mémoire magistere |
Editeur : | Biskra [Algerie] : Université Mohamed Khider, 2008 |
Langues: | Arabe |
Résumé : |
إنّ مسألة الطفولة والاهتمام بها أصبحت ضرورة ملحة في هذا العصر بالذات، فالحديث عن الطفولة هو الحديث عن المستقبل؛ فما الطّفل إلاّ بذرة نرمي بها في الأرض لتكون في المستقبل شجرة ، فإن صلحت هذه الأرض جاءت الشجرة صالحة طيبة، وإن خبثت الأرض خبثت معها الشجرة، وأدب الأطفال أحد الوسائل المهمة والحيوية المعتمدة في التنشئة الاجتماعية، ومفتاح مهم لصناعة رجل المستقبل، فمن خلاله يفرغ المبدع ما شاء من مبادئ وأفكار وأحاسيس ومشاعر داخل الوعاء الطفولي، فبالأدب نلقّن الطفل الحق والباطل والذوق والجمال. وقد اهتمّ النقاد –في الغرب- بدراسة أدب الأطفال وتطبيق المناهج الحداثية عليه، وإذا ما نظرنا إلى أدب الأطفال في بلادنا –من جهة التأليف والدراسة والتحريّ- وجدناه ما زال يعاني كثيرا من الإهمال واللامبالاة عن قصد أو عن غير قصد، فما زلنا بعيدين كل البعد في الوطن العربي وفي الجزائر خاصة عن مثل هذا النوع من التطبيق في مجال هذا الأدب الطفولي، ولعليّ أردت –بهذا البحث- أن أفتح الباب لدراسة هذا النوع من الأدب دراسة تستغلّ طاقات المناهج الحداثية، والتي من أبرزها المنهج السيميائي باعتباره واحدا من أكثر المناهج النقدية المعاصرة ضبطا لإقامة التأويل وجرأة على استنطاق النصوص، وهذا ما جعل العديد من أعلام النقد الغربي يلحّون على أهمية تطبيق هذا المنهج على أدب الأطفال، على غرار السيميائي الإيطالي الشهير "أمبيرتو إيكو" الذي يرى في كتابه "إنتاج الإشارات" la production de singnié، إنه من وجهة نظر السيمياء رسم طفل صغير أكثر إبداعا وخلقا من كتاب "البؤساء" لـ"فيكتور هيقو". وانطلاقا من كل ما سبق، حاولت طرح إشكالين أراهما أساسين هما: كيف يمكن اعتماد المنهج السيميائي في تحليل قصص الأطفال؟ وإلى أي مدى يستطيع هذا المنهج الكشف عن الإمكانات التعبيرية والفنية لهذا النوع من القصص؟. وللإجابة عما سبق اخترت قصص الحيوان لمحمد ناصر أنموذجا لأطبق عليها هذا المنهج الحداثي، وقصص الحيوان هي القصص التي تقوم الحيوانات بدور الشخصيات فيها، علما أنه قد صدر للكاتب من هذا النوع مجموعتان قصصيتان: الأولى ضمن سلسلة "الأنيس للأطفال"، والثانية ضمن سلسلة "القصص المربي للأطفال"، وقد بثّهما المؤلف لأطفال الجزائر أملا في مستقبل مشرق وغد أ كثر تألّقا، وغاية في ترسيخ العقيدة الإسلامية في قلوب الأطفال وربطهم بموروثهم الإسلامي كتابا وسنّة وحثّهم على صالح الأعمال، يقول: «إن الكذاب لا يجلب الشقاء لنفسه وحدها، بل يجلبه إلى كلّ من يتعامل معهم، فإنّ الثقة والأمانة والصدق صفات تزرع الودّ بين الناس، فيمتدّ حبل التعاون بينهم، فإذا انعدمت تلك الصفات انقطعت تلك المعاملات»، هكذا حدّد المؤلف مضمون رسالته؛ إنّها رسالة تربية وإصلاح –قبل كل شيء-، ليكون هذا سببا آخر ودافعا جديدا وراء اختياري لهذه العينة من قصص الحيوان عند الكاتب، إضافة إلى قلة البحوث التي أجريت على هذا النوع من القصص من جهة، وما يتمتع به من إمكانات إشارية ورمزية هائلة سمحت للعديد من الكتاب والأدباء أن يرسلوا ما يرومونه من أفكار ومعان عبر هذه القناة المتميزة/ قصص الحيوان من جهة أخرى، ولعلّه حان الوقت لاستثمار مثل هذا النوع من القصص المحبّب للطفل واستغلاله في تنمية وعيه الثقافي والجمالي. كما كان وراء اختياري للموضوع –على صيغته الحالية (الملامح السيميائية في القصة الموجهة للطفل الجزائري، قصص الحيوان لمحمد ناصر أنموذجا)، مجموعة من الدوافع أهمها: - الاستفادة تطبيقيا من المفاهيم والإجراءات السيميائية في التحليل، وتوظيفها في مجال دراسة أدب الأطفال. - محاولة فكّ شفرات النصوص القصصية، وتحليل مستوياتها، والعلاقات الناجمة عن نظمها. - الرغبة في خوض غمار هذه المغامرة، والتجريب في رحاب المنهج السيميائي الذي يفتح ذراعيه لكل باحث يقصده. - المساهمة في إبراز أهمية الكتابة القصصية الموجهة للطفل –من جهة-، وأهمية التصدي لها بالنقد والدراسة من جهة أخرى. - المساهمة –من خلال هذه الدراسة- وما ستقدّمه من نتائج في مشروع التنشئة الاجتماعية للطفل الجزائري. وقد اقتضى هذا البحث تطبيق المنهج السيميائي كونه أقدر المناهج الحداثية على استيفاء الدلالات الحبيسة داخل النصوص الأدبية، وكان لزاما علينا الاستعانة بمناهج ومعارف أخرى تتطلبها طبيعة هذا الدراسة، كالمنهج التاريخي، والتحليلي والإحصائي، كما أنه لا مناص لنا –في هذا الإجراء- من الاستعانة بالخبرات التي قدمت في مجال علم النفس التربوي، وعلم النفس اللغوي، وعلم الاجتماع، وعلم التنشئة البشرية، و التعليمية وغيرها من مناحي المعرفة المساعدة، والتي لها أن تكمل البحث. وعلى أساس ما سبق جاء تصميم البحث في مدخل وثلاثة فصول، حيث روعي في المدخل التأسيس النظري لعلم السيمياء من خلال تحديد مفهومها، وعرض تاريخها عند العرب والعجم، ثم التطرق إلى أهم اتجاهاتها في العالم الغربي وصولا إلى تحديد موضوعها. وجاء الفصل الأول منظّرا لأدب الأطفال وقصص الحيوان، فقدّم في جزئه الأول مفهوم أدب الأطفال، وبيّن أهمية هذا الأدب ودوره في تلبية الحاجات النفسية لدى الطفل، كما تطرق في جزئه الثاني إلى تعريف قصص الحيوان وإظهار أصولها الفكرية والعقدية، وتحديد أهدافها وعرض تاريخها عند العرب والعجم. أما ثاني الفصول وثالثها فقد أفردا بالدراسة التطبيقية؛ فانصبّ الأول منهما على دراسة العتبات النصية والتحليل المورفولوجي؛ فسلط الضوء على عتبتين هامتين من عتبات النص، هما العنوان والغلاف بوصفهما أهم العتبات النصية، خاصة إذا ما تعلق الأمر بأدب الأطفال، إضافة إلى توقفه عند التطبيق الوظائفي الذي قدّمه "بروب" والذي يعدّ من التطبيقات التأسيسية والرائدة في البحث السيميائي، فيما خصص ثالث الفصول لتقصي التناص بأنواعه: الديني، الأدبي، الشعبي، الأسطوري، ناهيك عن جمالياته وأغراضه التربوية. وقد ذيلت بحثي بخاتمة تضمنت أهم النتائج التي توصلت إليها هذه المقاربة. وقد اعتمد البحث مجموعة من المصادر والمراجع أهمها: أدب الأطفال –علم وفنّ، لأحمد نجيب، وكتاب "أدب الأطفال"، لعلي الحديدي، "أدب الأطفال في الجزائر"، لمحمد مرتاض، "قصصنا الشعبي بين الواقعية والرومانسية"، نبيلة إبراهيم، "الحكاية الخرافية"، لفريديريش فوندرلاين، "مدخل إلى السيميولوجيا"، لدليلة مرسلي، "سيميولوجيا الصورة"، لقدور عبد الله ثاني، إلى غير ذلك مما اعتمده البحث من الكتب. ولقلّة الاشتغال والمشتغلين بأدب الأطفال في الجزائر وندرة المصادر والمراجع المتعلقة به، واجهت صعوبة بالغة في تحصيل المادة العلمية المساعدة على فهم وضبط معايير ومفاهيم هذا الأدب، هذا وجلاّد الوقت يطاردني، وعناء السفر أثقل كاهلي، حتى صرت أرى كل قشة تطفو على سطح بحر المعانات، والحاجة قارب نجاة أرسله الله إلي، حتى إذا ما تمسكت به هوى بي إلى قعر البحر ثانية، وهكذا. إضافة إلى أن قضية تطبيق المنهج السيميائي على أدب الأطفال قضية بكر في الجزائر والوطن العربي، لم يطرق الدارسون أبوابها بعد، فوجدتني أطرق الأبواب وحدي، إلاّ أن الله أغاثني بلطفه وشملني برعايته، ثم الأستاذ المشرف الذي شاركني العناء والجهد في التحصيل، وكل الأساتذة الأفاضل والزملاء الكرام، الذين لم يبخلوا عليّ بما بين أيديهم من كتب ومجلات. وكان رائدي في كل ذلك الإخلاص لله فيما أقدّمه والحرص على دفع عجلة التنشئة الاجتماعية السليمة للطفل في بلادي الجزائر، ومنه إلى أطفال المعمورة عامة. وهذا جهد المقلّ المقر بنقصه المعترف بعجزه وتقصيره، وأحمد الله أولا وآخرا فله الحمد على كل حال، ثم لأستاذي المشرف كل التقدير والاحترام والاعتراف بالفضل والجميل، وصلي اللهم وسلم وبارك على خير عبادك المرسلين.
|
Exemplaires (2)
Cote | Support | Localisation | Disponibilité | Emplacement |
---|---|---|---|---|
اطح/923 | Mémoire magistere | Bibliothèque centrale El Allia | Disponible | Salle de consultation |
اطح/923 | Mémoire magistere | Bibliothèque centrale El Allia | Disponible | Salle de consultation |
Consulter en ligne (1)
Consulter en ligne URL |