Résumé :
|
تعد ظاهرة القارئ الغموض في الشعر الحديث من ابرز الظواهر التي تعترض في أي جنس أدبي والشعر عامة ولدى شعراء قصيدة النثر خاصة. وتعتبر ظاهرة الغموض في الشعر الحديث بصفة عامة ملازمة للإبهام كما أنها من القضايا التي أثارت اهتمام النقاد للتعرف على أبعاد هذا المصطلح المتعددة وما اتصل بها. والحقيقة إن مسالة الغموض موجودة في تراثنا الشعري القديم وقد يحدث أثناء توظيف الأسطورة أو الطبيعة أو ما إلى ذلك أي أنها ليست خاصية ينفرد بها الشعر الحداثي بل كل ما في الأمر هو أن الغموض صار ظاهرة واضحة في الشعر الجديد تدعونا إلى التأمل والتحليل بروية فلا يمكن أن تكون مسالة الغموض في قصيدة النثر عدولا عن الوضوح و ليست مجرد رغبة من الشعراء في وضع القارئ في مجموعة من الطلاسم تعيق فهم ما يريده. وشعراء الحداثة اليوم قد ولعوا بالغموض إذ كانوا يرون في الإبهام جمالا لا يتحقق في الوضوح والظهور مما طرح إشكالية التواصل وصعوبة التلقي لما وراء هذا الغموض من فلسفة فنية فالغموض ليس مشكلة جديدة لان طبيعة أي عمل فني نتعامل معه لابد من وجود معاني متعددة ومتضاربة فمن حق الشاعر أن يحلق في سماء المعاني الخفية ماشاء لكي لا يقع في الابتذال. فالغموض مطلب جمالي في القصيدة لذا يجب أن نفرق بين الغموض في التفكير الشعري المتسم بالخيال الذي هو عكس التعبير الشعري الذي يعد الغموض فيه إبهاما مرتبطا أساسا بالتعقيدات في التركيب اللغوي . لذلك نجد الغموض كظاهرة في الشعر الجزائري الحديث لا يمكنها في كل الأحوال أن تعطينا فكرة دقيقة عنها عند شكيل,وعليه إننا بهذه الدراسة نريد أن نلج العالم الشعري (لعبد الحميد شكيل) من خلال فضاءاته و نصوصه,فدراستنا تقف عند هذه الظاهرة وما تضيفه من جماليات عبر المنظومة الشعرية و نسيج القصائد التي أبدعها ,ليكون بحثنا ,امتدادا لما تناولنا في مذكرتنا المكملة لنيل شهادة الماجستير الموسومة بخصائص الأسلوب عند عبد الحميد شكيل من خلال ديوان كتاب الأحوال,حيث تصفحنا بعين نافذة الديوان المدروس ,ووقفنا على أسرار أدبتيه ,وتتبعنا تفاصيل شعريته لما فيها من أساليب مميزة ,و هو ما شجعنا أكثر للمضي قدمنا نحو التوسع في دراسة جملة من دواوينه الشعرية في رسالة الدكتوراه.
|