Titre : | الزهد في شعر أبي إسحاق الإلبيري |
Auteurs : | عبد الحميد جودي ; قورار امحمد بن لخضر, Directeur de thèse |
Support: | Mémoire magistere |
Editeur : | Biskra [Algerie] : Université Mohamed Khider, 2009 |
Langues: | Arabe |
Résumé : | إنَّ التحلي بالأخلاق الفاضلة والتّمسك بالخصال الحميدة والدعوة لها ، من المبادئ الجوهرية في الإسلام وتعاليمه ،الذي حرص على تزويد المجتمع بمنظومة من القيّم الخُلقية، والتي تؤسّس لقواعد يتمّ على أساسها تربية النّفس البشرية وتهذيبها، كالتّقوى والقناعة والصّدق في الحديث والعمل...الخ. وعلى هذه القيم اتّكأ شعر الزهد كفن تعبيري جديد ارتبط ظهوره بالقرن الثاني الهجري كغرض قائم بذاته في الأدب العربي ،جاء ليعبر عن مشاغل نخبة من الشعراء شبّت على تقديس تعاليم القرآن ومتخلّقة بأخلاق الإسلام . انطلاقا من هذه المرجعية يعدّ الزهد قيمة إسلامية خالصة يستمد أصوله من مفاهيم الإسلام ومبادئه ، وهو في معناه اللغوي يدور في معان عدة منها: أنّّه ضدّ الرّغبة ، والزّهيد هو القليل. أمّا في معناه الاصطلاحي ، فيعني الاتّجاه إلى الله ،وعدم الاشتغال بالدنيا والانقطاع عن الشّهوات ، ونهي النّفس عن الهوى بالقناعة والتّقوى، و التّحلي بأخلاق الدّين الإسلامي والعودة إلى منابعه الرّوحية وقيّمه السّمحة . هذه السّمة الرّوحية التي لازمته واتّصف بها ، ساهمت في حركته الانسيابية وسط فحول شعراء المشرق ـ أبي العتاهية مثلا ـ الذين نزعوا إليه كغرض شعري كامل النّضج أوقفوا شعرهم عليه وحده دون غيره من الأغراض ، الأمر الذي أسهم في سرعة امتداده من شعراء المشرق إلى مختلف شعراء الأقاليم الإسلامية ، خاصة شعراء الأندلس ، بحكم أنّ كثيرين منهم كانت نفوسهم مهيّأة لهذا اللون من الشعر، ولثقافتهم الدينية ، فقالوا فيه وأطنبوا ، وبرعوا وتميّزوا عن غيرهم في شعر الزهد ، وذلك من حيث غزارته وتوليد معانيه ، ورسم صوره القوية المؤثّرة. فقد عرف الشعر الأندلسي الاتّجاه الزّهدي في العصور الأولى، لمَّا آثرته نخبة من الشعراء و نزعت إليه، كابن عبد ربّه وابن أبي زمنين وابن الرّيوالي الفقيه المحدِّث وعلي بن إسماعيل الفهري القرشي و السّميسر...الخ. وكان حينئذ يرتبط كثيرا بالشعر التّعليمي ، أو يصدر عن دواعي الشّيخوخة وما تحدثه من خوف الموت وما بعده. ـ أ ـ ومع توالي السّنين وتعاقب الأحداث ، تنوّعت بواعثه واختلفت بعض الاختلاف، فقد شحذته فوضى الحياة السياسية ، وزادت في حب الخلاص لدى الفرد من مباهج الحياة، وشجّعته على طلب النّجاة لنفسه ، حين كان يرى الأوضاع الاجتماعية تزداد سوءا وترديا. فقد انتحاه بعضهم لشعورهم بالنّقمة على حظّه السَّيئ من الدّنيا وثورته على الناس، ويعدّ السّميسر من أبرز شعراء هذا الاتّجاه ، وصنف آخر من شعر الزهد يصدر عن علماء أتقياء عاملين بعلمهم ، دافعهم في ذلك الإصلاح والتّربية ، كابن الريوالي . على أنَّ فارسي ميدان الزهد ـ على رأي شاكر الفحام ـ اللذين أبدعا فيه وجعلا منه فنّا قائما بذاته، هما ابن العسّال وأبو إسحاق الإلبيري الفقيه الزاهد. هذا الوصف استرعى اهتمامنا ، وحفّزنا على تقفِّي سيرة أبي إسحاق الإلبيري ودراسة شعره ، والذي نراه جديرا بالبحث والدّراسة لعدّة أسباب نذكر منها : أولا: الاستشهاد به كأنموذج لتغيير الصورة النّمطية القاصرة التي تفسّر انتشار حركة الزهد بفاقة انتشرت بين المقبلين عليه، أو حرمان كانوا يعانونه، ذلك أنّ الحياة الاقتصادية في الأندلس خاصة لم تبلغ درجة من الاختلال تقتضي وجود طائفة من الناس تفرمن واقعها إلى ألوان من العبادات تجد فيها بديلا عن الحياة البائسة أو الفاقة المفروضة عليها ، لأنّ كثيرا من الزّهاد الأندلسيين منهم الإلبيري تولّوا مناصبا تتيح لهم فرص الاغتناء ، لكنّهم أداروا لها ظهورهم . ثانيـا : كان الشاعر مبدعا في مجاله ، فهو عند إحسان عباس قد وصل بشعره الزهدي إلى القمة ، لا في الأندلس فحسب ، بل في الأدب العربي عامة، بما أضفى عليه من حرارة الوجد والانفعال والإقرار بالضعف الإنساني أمام مغريات الحياة ومكافحة الشهوة العارمة . ثالثـا :قلة الدّراسات حول هذه الشخصية الشاعرة المنشغلة بقضية المصير والاستعداد ليوم الرحيل بالعمل الصالح والانقطاع إلى العبادة، وتأمّل درجات العقاب ، عدا بعض الإشارات القليلة التي وردت في بعض المصادر والمراجع حول حياته الزاهدة ، وكذا حول موقفه من الوزير اليهودي ابن النّغرلة. ـ ب ـ ولعلّ الحكم بتصدّر أبي إسحاق الإلبيري في هذا الاتجاه عند بعض الدارسين ـ شاكر الفحام ـ وتميّزه فيه عن غيره من الشعراء ، يدفع بنا إلى طرح بعض الاستفهامات البسيطة أبرزها : ماهي أهمّ المضامين الزّهدية التي تجلّت في شعره ؟ و ماهي أهمّ الآليات الفنّية التي بُني عليها شعره الزّهدي ؟ للإجابة عن هذه الاستفهامات وغيرها ، حاولنا أن نتناول مختلف الجوانب في شعره من خلال ديوانه ، بغية استكشاف مضمونه ـ دراسة في المضمون ـ وبـعض الخصائص الأسلوبية التي كان لها الحضور الكثيف والمهيمن على شعره ، مستعينين في ذلك ببعض المناهج النّقدية منها : المنهج التاريخي والتّحليلي والأسلوبي، لأنّ طبيعة موضوع الدراسة تقتضي الاستعانة بهذه المناهج النّقدية ، غايتنا في ذلك بعث هذا الشاعر من الماضي المنسي إلى حاضر البحث والدّرس ، متّبعين في ذلك خطة تُعبّر عن رؤية خاصة نابعة من فهمنا الخاص للموضوع. فبعد مقدمة البحث هذه، نفتتح الدراسة بمدخل نستعرض فيه أهم المحطات البارزة من حياة الشاعر كونه غير ذائع الصيت خارج إقليمه الأندلس. بالإضافة إلى ذلك حاولنا في هذا المدخل أن نحصي الأغراض الشعرية التي سجلت حضورها في ديوانه بغية تحديد موقع الزهد ونسبة حضوره وسط هذا الجمع من الأغراض الشعرية. |
Exemplaires (2)
Cote | Support | Localisation | Disponibilité | Emplacement |
---|---|---|---|---|
اطح/998 | Mémoire magistere | Bibliothèque centrale El Allia | Disponible | Salle de consultation |
اطح/998 | Mémoire magistere | Bibliothèque centrale El Allia | Disponible | Salle de consultation |
Consulter en ligne (1)
Consulter en ligne URL |