Titre : | الحس النأسوي في الشعر أبي الحسن علي الحصري القيرواني |
Auteurs : | رضوان جنيدي ; أمحمد بـن لخضر فورار, Directeur de thèse |
Support: | Mémoire magistere |
Editeur : | Biskra [Algerie] : Université Mohamed Khider, 2009 |
Langues: | Arabe |
Résumé : | سجّل أدباء المغرب العربي إسهاماتهم في الثقافة العربية الإسلامية إبداعا وتميزا، وحظيت أعمالهم منذ مطلع تاريخها بعناية توازي ذلك الاهتمام الذي ناله الأدباء في المشرق والأندلس. وقد شكّلت العديد من النصوص الإبداعية المغربية محطّات على غير صعيد، عدّت اليوم منارات يجري الرجوع إليها لدراسة تجربتها الأدبية وفهم بعض جوانبها. ورغم كثرة البحوث الجادة التي أضاءت عوالم من هذا الأدب الذي ظلت بعض زواياه مظلمة، وأزاحت شكوكا ساورت نفوسا، ونظمت عقودا من درر إرثه تزينت بها فازدادت بهاء، إلا أن ولوج مجاهل نصوصه محفوف بكثرة المخاطر، ووعورة المسالك خاصة لمن قلّ زاده ، ورام أن يزيل الغبار عن أعلام مغيّبين، ليظهر أفكارهم وروائعهم، وإن اهتدى بالأصوات المغْرِيَةِ بالإقبال على هذا المستتر العظيم لدراسته، والاستئناس به، والإسهام في تأصيل شخصيته المغربية عن طريق البحث في الجذور، وإبراز الجماليات، ووضع لبنة تضاف إلى لبنات الباحثين الذين حاولوا مدارسة الأدب المغربي القديم. ولعل القرن الخامس الهجري مثّل أزهى مراحل النبوغ المغربي، فقد شهد فيه المغرب ازدهارا انعكس على مختلف مناحي الحياة، وتحولت بعض مدن المغرب إلى حواضر أدبية، نافست مدن المشرق، وتلألأ نجم عاصمة الصنهاجيين القيروان، وارتفع فيها لواء العلم والأدب، وشاع التصنيف، وأمّها الشعراء والكتاب الذين وجدوا الحظوة والاهتمام، وذاع صيت أسماء شغلت الناس، وملأت الأسماع ، إلا أن دوام الحال من المحال – كما يقال-، فقد داهمت جحافل أعراب بني هلال وبني سليم وغيرهم مدن المغرب، وعاثوا في أرضها فسادا، وفي عمرانها خرابا، واضطر معظم أهل القيروان وما جاورها إلى النزوح عن جنان النعيم ، ومفارقة الأحبة، لتبدأ المأساة، وتكتب أولى صفحات الوحشة والحنين . ومن هؤلاء من احتوته بلاد الأندلس العامرة، واستقبلته بمباهجها؛ فما استطاعت أن تنسيه موطنه، وأن تكف ندبه، وتكفكف دمعه، وإنما زادت نار قلبه اتقادا، وأصبحت حياته انفرادا، وطفح شعره بأحاسيس التحسر، ورسم حصيلة تفاعل أناه والآخر. توقف البحث أمام شعر أبي الحسن علي بن عبد الغني الحصري القيرواني بما فيه من طاقات إبداعية تروق وتمتع، وبما فيه من تشكيل لعناصر الشعرية وعرضها عرضا مؤثرا في ثوب مثير جذّاب يستطيع من خلاله دارسه أن يفض مغاليق شخصية الحصري الضرير العلم المغربي، وأن يلج عالمها، وأن يصل شعره بحياته بكل ما فيها من حركة لا تنثني، ولا تهدأ، وبما تخللها من يأس ورجاء، وفرح وحزن، واغتناء وافتقار، ورضا وغضب، وألم وأمل، مع ما تردد في قصائده من قوة متمردة ساخطة، إذ كل قصيدة تقدم شاعرا من أنجب شعراء إفريقية في العهد الصنهاجي، بل هو شاعر القيروان الأول المفجوع في جنّته، ومن سيزيد فراق الأحبة في اضطرام نيران قلبه الذي استوطنته الأحزان، ويهزم الموت إرادته، ويفقد فلذات كبده الحرى، لتتوالى آهاته ونفثاته المتصاعدة، وتطل عليه المأساوية برأسها من بين تجاربه الحزينة، تستثير انفعاله المأساوي، وتمنع تجاوبه مع عقله المتدين، وتذكره بوحشية الحياة وجهل أهلها، ليظهر الحس المأساوي سمة بارزة في شعر أبي الحسن الحصري تدفع إلى اختياره موضوعا للبحث الذي وسم بعنوان: الحسّ المأساوي في شعر أبي الحسن علي الحصري القيرواني وقد تضافرت جهود علمية – لها كل الشكر- على ثبات العنوان الذي كان بالإمكان أن يكون محوره الألم، إلا أن المأساوية فسحت آفاقا للبحث، ودفعته إلى التنقيب أكثر، والإلمام بالظاهرة، وتسليط الأضواء عليها، وهي المستعصية على الشرح والتحديد، ويمكن إجمال مبررات الاختيار فيما يلي: 1) لم يكن الحصري قد حظي، ولا حظيت أعماله بدراسة علمية عامة شاملة، وليس حظه في ذلك بأكثر من حظّ بعض عمالقة الأدب العربي. 2) ما يتردد في قصائده من قوة متمردة تكثف الانفعال المأساوي، وتظهر الشخصية المأساوية، وما يمازج أسلوبه من روح غالبة منكسرة. 3) قوة البناء الشعري، فالحصري الضرير ترعرع في كنف موهبة فنية جسّدت استعدادا فطريا صادف نفسا عاشقة للشعر ولإثرائه، تفجرت قواها المخبوءة في عمقها، تعاضدها ثقافة واسعة أثمرت فنا يتجلى فيه التميز والابتكار والرفض والمواجهة والاغتراب. 4) ظهور الانفعال المأساوي المعبر عن الخبرة المأساوية ظاهرة طبعت البناء الموضوعاتي في شعر علي الحصري . ولعلّ قلة الدراسات التي تناولت ظاهرة المأساوية تبرز دافعا يشحذ الهمم لولوج عالمها، وصبر أغواره، وتجلية بعض الغموض الذي ظل يطبع الدراسات التي لم تميز الحدث المأساوي عن الحادث المؤسف، ولمحاولة الإجابة عن سؤال يتمحور حول وجود الروح المأساوية من عدم وجودها في الأعمال الشرقية، وهي المسألة التي حاول كثير من الغربيين إثباتها بتخصيص الحس المأساوي بالشعر الغربي دون الشرقي، هذا الأخير يعد علي الحصري أنموذجا له، تضاف إليها أسئلة فرضت نفسها أبرزها: - ما علاقة المأساوية بالقصيدة الغنائية التي وسمت شعر علي الحصري؟ - كيف عبّر الشاعر الحصري عن خبرته المأساوية وهو يفجع بفراق الحبيب وامتناعه، ثم فقد الابن، والاكتواء بسعير الغربة؟ - ما الذي يوقف وعيه المأساوي؟ - كيف شكلت الغربة باعثا لحسه المأساوي؟ - هل استطاع الشاعر المغربي علي الحصري أن يطوّع الخصائص الأسلوبية لتدل على سمات الفردية مكمن القوة التي تجذب القارئ نحو إبداعه؟ وغيرها من الأسئلة التي سيحاول البحث الإجابة عنها. وقد يكون مبعث هذه الأسئلة هو التردد الذي وسم الدراسات الأدبية المتمركزة حول الحس المأساوي، والتي ربطته بالحزن، أو وقفت عند بواعثه، وهو ما يجعل البحث يستقي من معين المأساة/التراجيديا نفحتها المأساوية موظفا بعض عناصرها، مازجا التنظير بالتطبيق، منطلقا في مقاربة النص من المضمون الفكري، ويتجاوزه إلى إمكانات الأداء (المضمون الفني). لازم ديوان الشاعر الحصري البحث منذ أن ابتدأ حتى انتهى، فكان المصدر الأساس له، تضاف إليه بعض المصادر مثل: - أسرار البلاغة (لعبد القاهر الجرجاني) - العمدة في محاسن الشعر ونقده (لابن رشيق المسيلي) - منهاج البلغاء وسراج الأدباء (لحازم القرطاجني) - الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (لابن بسام) وبخصوص أهم المراجع فقد استفاد البحث من: - مدخل إلى المأساة والتراجيديا والفلسفة المأساوية (لأنطوان معلوف) - العشق والكتابة (لرجاء بن سلامة) - خصائص الأسلوب في الشوقيات (لمحمد الهادي الطرابلسي) أما منهج البحث فيقوم على ثلاث ركائز أساسية: 1- الوصف. 2-التحليل والإحصاء. 3- استخلاص النتائج. ويعتمد المنهج التاريخي والمقاربة الأسلوبية |
Exemplaires (1)
Cote | Support | Localisation | Disponibilité | Emplacement |
---|---|---|---|---|
اطح/1026 | Mémoire magistere | Bibliothèque centrale El Allia | Disponible | Salle de consultation |
Consulter en ligne (1)
Consulter en ligne URL |