نحن في بحثنا هذا إرتأينا إلى فهم طبيعة التصورات الإجتماعية التي يحملها المتكفلين بالمصابين بالمرض العقلي، و التي يستمده من هذا المجتمع عبر مراحل التنشئة الإجتماعية مرورا بمجموعة من الخبرات التي يعمل على تعزيزها، ومنها بصفة دائمة تدمج في شخصيتهم القاعدية و تصبح إطارهم المرجعي. كما تعتبر من الأساليب الهامة التي يعتمدها الباحثون في مختلف الدراسات النفسية و الإجتماعية و التربوية، حيث من خلالها يستمد المعارف و المعلومات و الشيء المراد الوصول إليه، وتم إستخدامها في بحثنا لمعرفة طبيعة التصورات الإجتماعية التي يحملها الآباء المصابين أبنائهم بالمرض العقلي و تحديد نوعها بجانبيها : الخرافي التقليدي و العلمي الحديث في تفسير المرض العقلي المرتبطة بثقافة المجتمع الذي ينتمون إليه. ومن هنا إرتأينا لطرح التساؤل التالي: ما طبيعة التصورات الإجتماعية للمرض العقلي التي يحملها المتكفلين بالمصابين ؟ نسعي من خلال بحثنا إلى تحقيق هدف رئيسي و هو محاولة معرفة طبيعة التصور الذي يحمله المتكفلين بالمصابين بالمرض العقلي، وذلك من خلال الإرتباط بالواقع و محاولة الإلمام بجوانب الموضوع . - معرفة طبيعة التصور الذي يحمله المتكفلين بالمصابين بالمرض العقلي هل هي تصورات إجتماعية : - ذات الطابع الثقافة الشعبية في تفسيرهم للمرض العقلي . - ذات الطابع العلمي في تفسيرهم للمرض العقلي . وتم إختيارنا لهذا الموضوع تحت الدوافع الأتية: • جملة من التصورات الإجتماعية متضاربة حول موضوع المرض العقلي، فجاء إختيارنا ليس للفصل فيها و إنما لمعرفة محتواها أكثر. • الرغبة الشخصية في دراسة هذا الموضوع الخاص في الوسط الإجتماعي بأسلوب بعيد نوعا ما عن الروتين النظري، و بمحاولة بسيطة للخروج إلى أرض الواقع و دراسة الموضوع بأسلوب أو طريقة تؤدي للغرض المنشود . • و الإستفادة من هذه الدراسة للتخطيط لإقامة برنامج لتغير التصورات الخاطئة نحو المرض العقلي، في حالة وجودها إلى تصورات علمية، بالتالي تغيير نظرة المجتمع للمرض العقلي بإعتباره مرض يستحق الإهتمام و الرعاية من جانب المجتمع . • شيوع المرض العقلي، و إرتفاع عدد المصابين بهذه الحالات في المجتمع الجزائري . • إهمال هذه الفئة من المصابين، سواء من طرف الدولة أو من طرف عائلاتهم، و هذا ما لاحظناه من خلال إحتكاكنا بالواقع ولتحقيق هدف الدراسة سنعتمد علي منهج الدراسة و أدوات جمع البيانات نعتمد على منهج الإكلينيكي في بحثنا هذا لأنه يحتوي على جمع المعلومات بطريقة موضوعية تسهل البحث و أيضا على الأدوات تساعد على التحليل و معالجة البيانات أما الأدوات البحث فسنعتمد عن المقابلة النصف موجهة و الملاحظة الإكلينيكية و تحليل المضمون
|