تتمثل هذه الدراسة والمعنونة بالإصلاحات التربوية في الجزائر بين الخصوصية العالمية وهي دراسة تحليلية نقدية للبعض من الوثائق الرسمية، التي جاءت بها الإصلاحات التربوية بداية من 2002 إلى غاية 2008، وذلك فيما يخص الجانب الثقافي والوطني المعبر عن خصوصية المجتمع الجزائري في شكل الهوية الوطنية وعناصرها الثلاث، في مقابل الجانب العالمي وطبيعة التوجه العالمي للتربية في الجزائر. إذ تهدف هذه الدراسة إلى الكشف عن ما إذا كانت هذه الإصلاحات، تعكس في مضامينها وأسسها التشريعية هوية المجتمع الجزائري، كأولوية ومرجعية في تحديدها لغايات ومبادئ النظام التربوي، وتربط هذه المرجعية بمختلف قيم ومبادئ الثقافة العالمية كاستجابة لمتطلبات التربية في العالم ،ذلك أن المدرسة الجزائرية اليوم وأمام التحديات التي يفرزها الواقع في الداخل والخارج، مطالبة برسم إستراتيجية قادرة على تحقيق أهداف المجتمع من التربية، بالشكل الذي يضمن هويته ويؤمن الحفاظ على كيانه، كما أنها مطالبة في ذات الوقت ببناء مجتمع مدني متطور يقوم على استيعاب الثقافة العالمية، واكتساب مختلف قيمها ومبادئها لخوض غمار المستقبل، وجعل الهوية ترتفع إلى مستوى معين، مستوى الحاضر والمستقبل وهو المدخل إلى العالمية
|